الأربعاء، 8 أبريل 2009

المفقوع مرارته

وصلنى على مكتبى جواب من واحد عبر عن نفسه بـ "المفقوع مرارته"، طب ياسيدى وإيه الجديد ما كلنا مفقوع مرارتنا!! لكن خير ياترى وإيه الموضوع؟! فتحت الجواب وكلى فضول ولقيت نفسى بدون ما أشعر مشدود لغاية أخر حرف، صاحبنا المفقوع مرارته بدأ بهجوم عنيف على شخصى الغير متواضع علشان بَلَقّّبْ فى مقالاتى فنانينا بلقب الفنان الكبير والفنانة القديرة، وسألنى فى اتهام صريح: (بتقبض منهم كام؟ هو كل واحد أو واحدة بلغ من العمر أرذله تلقبوهم بالفنان الكبير والفنانة القديرة!! هيا الألقاب فى البلد دى ببلاش!! يا ناس الواحد بيتفرس لما يلاقى واحدة رقّاصة ولها ملفات فى الآداب ودخلت السينما من أوسع أبوابها وهو باب غرف النوم وهو فيلم تطلع فيه لابسة من غير هدوم والفيلم يبيع ويكسب، وعنها فيلم ورا التانى ونلاقيها بعد كدة بقت الفنانة القديرة، وبكدة تدخل دنيا الفنانين العظام وتتساوى بواحد زى شوبان أو موتسرت أو بيكاسو أو حتى محمود مختار،. وعندك برضه الممثلين واحد تطق فى دماغه يسمى نفسه الباشا، التانى يزايد عليه يسمى نفسه الأمير، التالت يدفع المعلوم لوسايل الإعلام يسموه الزعيم، الرابع يقول والله لأكتسحكم يا لمامة فيسمى نفسه الامبراطور.. واهى ألقاب ومحدش بيدقق، ولو على الألقاب لوحدها كانت هانت لكن تلاقى برضه واحد يطلع ويقول بكل بجاحة: أنا خدمت البلد وضحيت بالغالى من عمرى علشان رسالة الفن.. نعم يا سيدى!!.. سمعنى كدة تانى بتقول إيه؟ خدمة إيه يابن الصرمة اللى خدمتها للبلد وجاى تعايرنا بيها وايه نوع التضحيات اللى ضحيتها، يعنى انك تقف قدام الكاميرا وتشخص وتقول كلمتين وتلهف لك كام مليون مع شوية موزز بتعتبرها تضحية وتساوى نفسك بعالم أفنى حياته وطفح الكوتة علشان يوصل لبحث أو لاختراع أو فكرة تفيد البلد!! أو جندى استشهد وهو بيأدى واجبه!! وبلاش المستوى ده خلينا فى الناس البسيطة، عايز تساوى نفسك مع فلاح واقف فى حرقة الشمس يزرع ويقلع علشان سيادتك يا ننوس وغيرك تاكلوا المم، وللا العامل اللى واقف قدام النار والمكن علشان يصنع منتج عليه اسم البلد، طيب بلاش كل ده.. قول لنا الملايين اللى لهفتها فى حياتك عملت بيها إيه للبد، قعدت تصرف وتبعزق فيها يمين وشمال ولما تخلص منك تقول انا كنت بخدم البلد عالجونى على نفقة الدولة.. وياسلام بقى لما أبو لمعة يصدق نفسه وتلاقيه خارج علينا لابس توب الفلاسفة ويقولك أنا عالجت فى أفلامى قضايا كذا وكذا وكذا وكان ليا الفضل فى حل مشكلة كذا وكذا وكذا.. يا سلام!! بتكدب على مين يا أخينا ده انت يادوب حتة مشخصاتى جابك المنتج والمخرج علشان تقول كلام كتبه السيناريست، يعنى اللى فكر و عالج واجتهد هو الراجل اللى كتب الموضوع لكن انتم بتعتمدوا على مساندة الإعلام ليكم وفاكرين الناس ساذجة وذاكرتها ضعيفة. ولاد البلد عندهم أمثلة جميلة وبليغة جدا بتصور حال أمثالكم. زى "لو كنتوا نسيتوا اللى جرى.. هاتوا الدفاتر تنقرا" والمثل التانى "قاله: يابا شرفنى.. قاله: لما يموت اللى يعرفنى" وأمثلة كتير من النوع ده. أما الوحيد اللى لقيته صادق مع نفسه هو الفنان عمر الشريف اللى اعترف فى برنامج تجربتى مع الإعلامى طارق حبيب لما اتسأل عن تقيمه لمشوار حياته بعد سن ال 75 الراجل قال بكل بساطة ووضوح: بعد مشوارى الطويل ده حسيت انى مهرج واقف قدام الكاميرا علشان أقول كلمتين وأقبض عليهم ملايين) لغاية هنا وانتهى خطاب أخينا المفقوع مرارته، ومكدبش عليكم رغم إنه هاجمنى واتهمنى إلا إنى تأثرت بشدة بالجواب وبكل اللى قاله المفقوع مرارته ورغم كدة قررت ما أنشرش الجواب علشان محدش ياخد باله من وجه النظر دى لأنى بحلم باليوم اللى يمكن يجى والاقى إسمى "المفكر القدير والكاتب الكبير/ شحتوت"

ليست هناك تعليقات: