الاثنين، 16 مارس 2009

أنا بحبه وهو بيحبنى

( والله لأخرب بيتك وابلغ عنك أمن الدولة...... بكرة تشوف يابن ال... لازم أربيك.... هاتروح منى فين؟ أنا وراك وراك والزمن طويل... ) دى نماذج من العبارات والحوارات الوهمية اللى أصبحت فى الفترة الأخيرة بصرخ بيها وأنا نايم الست أمى تتخض عليا وبسرعة تصحينى وهيا بتسمى وكل مرة بتصحينى بكتشف أنى كنت بتخانق فى الحلم مع عدوى اللدود رئيس القسم، يانهار مش فايت على كدة أنا مخى ابتدى يضرب ومش بعيد أصاب بمرض الهسهس وبدل الكارثة ما تكون حلم، ممكن قوى تبقى علم، مكدبش عليكم خفت على روحى عالأخر وابتديت أراقب الناس اللى ماشية فى الشارع وعندها مرض الهسهس وما أكثرهم، ده واحد ماشى فى الشارع عريان ملط ماعدا ورقة التوت اللى لاففها على وسطه عبارة عن حتة قماش بفتة قديمة وماسك سيف خشب وبيخطب فى الشارع بأسلوب مسرحى حزين: كلهم خانوك يا ريتشارد.. وده واحد تانى أتعودت أشوفه فى الإشارة الزحمة اللى قدام الجورنال بهيئته التعبانة ناكش شعره ولابس بنطلون بيجامة وفانلة حمالات وماسك صفارة وعمال يشاور بإيده فى حزم، يشخط فى ده ويشتم فى ده وبينظم المرور ، وواحد غيرهم متعقد من الحكومة كل ما يعدى قدام هيئة حكومية أو يشوف ضابط بوليس أو ضابط جيش يفضل يسب ويشتم ضد الحكومة وحملها وزر جميع المشاكل والأزمات اللى بيعانى منها الشعب. طب والعمل؟ يعنى أنا ممكن يتمكن منى مرض الهسهس وأوصل للمرحلة دى وأمشى فى الشارع زى عمنا "دونكيشوت"، ممكن اخرج على الناس ماسك سيف خشب أو سكينة وعمال أسب وألعن فى رئيس القسم!، ومش بعيد العيال تجرى ورايا فى الشارع تزقلنى بالطوب وتقول المجنون اهو، طب أعمل إيه يا أخونا؟ حد يشور عليا، عنها وربنا بعت لى صديقى المهندس أحمد ضرغام عين أعيان العريش، الراجل اندهش من الحالة النفسية اللى وصلت ليها ولما عرف السبب اقترح عليا إنى أستشير طبيب نفسانى، طبعا رفضت وبشدة لأنها ممكن تكون زلة تتمسك عليا وأبقى متهم بالجنون رسمى، الراجل برضه ما يأسش وفى يوم لقيته داخل عليا المكتب رافع فى أيده ورقة وبيصرخ زى أرشميدس: وجدتها وجدتها، بسرعة طلبت منه يفهمنى أى حاجة، أتاريه وهو بيبحث عن حل ليا على الإنترنت وقع تحت إيده موضوع بعنوان (أنا بحب الحكومة والحكومة بتحبنى)، الموضوع باختصار عن واحد صغير فى السن أصيب بارتفاع فى ضغط الدم نتيجة كرهه الشديد للحكومة وأشار عليه الجميع بطبيب نفسانى شاطر ولما راح للطبيب الراجل اتبع معاه أحدث أسلوب نفسانى علمى للحالة دى واللى من خلاله ها يحب الحكومة وبالتالى مش ها يرتفع عنده ضغط الدم فى البداية الطبيب سأله: مين احب الناس ليك؟ الراجل رد: زوجتى وأولادى، قال الطبيب: اسمع يا سيدي.. تشتري كمية كبيرة من الشيكولاته.. وتعلق صور زوجتك وأولادك علي مراية, وكل يوم قبل ما تعمل أي شيء تتأمل في الصور وتنظر لنفسك في المراية وتردد وأنت بتأكل قطعة شيكولاته باستمتاع «أنا أحب الحكومة.. والحكومة تحبني. أنا أحب الحكومة.. والحكومة تحبني».. هكذا لمدة شهر. وعنها الراجل نفذ كلام الطبيب وبعد شهر الراجل فعلا حصل عنده تغير نفسانى شديد، لكن للأسف بدل ما يحب الحكومة كره الشيكولاته، سالته فى دهشة إيه اللى انت بتقوله يا باشمهندس ضرغام؟ مش التجربة فشلت يبقى أنا أجربها ليه؟! رد بسرعة: العيب مش فى التجربة العيب فى التطبيق، كان مفروض الطبيب يحدد نوع الشيكولاته وجودتها مش اى نوع والسلام، لكن إحنا ها نجرب نوع شيكولاته دنماركى فخم جدا ومضمون، بينى وبينكم خوفى من المصير المرعب اللى ممكن يوصلنى ليه مرض الهسهس خلانى أقتنع بكلام الباشمهندس أحمد ضرغام وأنفذ كورس العلاج بالحرف وعنها رحت على الجورنال اخدت سلفة من الخزنة واشتريت أفخم نوع شيكولاته دانماركى وعلقت صورة الست أمى الحبيبة على المراية وكل يوم أول ما أصحى من النوم أبص على الصورة واكل الشيكولاته وأردد بتلذذ: أنا بحب رئيس القسم ورئيس القسم بيحبنى ، ولمدة شهر وانا ماشى مظبوط على خطة العلاج وأخر الشهر حصل فعلا التغير النفسى ورحت جرى على الباشمهندس أحمد ضرغام، سألنى الراجل: طمنى حصل تغير؟ رديت: طبعا. سألنى: حبيت رئيس القسم؟ رديت: لالالا. انزعج الراجل وسألنى: طيب كرهت الشيكولاته؟ رديت: لالالا اتعجب الراجل اكتر وأكتر وسألنى: أمال اتغيرت إزاى؟!! رديت: كرهت مصنع الشيكولاته وكرهت الدنمارك

ليست هناك تعليقات: