كلامنا لسه منتهاش عن الرقابة على المصنفات الفنية، لكن المرة دى عن رقابة التلفزيون.
رئيس القسم عايز يجامل ناس فى رقابة التلفزيون وكلفنى أنى أروح لهم واعمل موضوع صحفى عنهم، بصراحة كانت مفاجأة بالنسبة لى لما عرفت ان التلفزيون عامل لوحده ولنفسه رقابة خصوصى على جنب غير الرقابة اللى كلنا نعرفها بتاعة عمنا على أبو شادى، رحت مبنى التلفزيون سألت وعرفت إنها فى الدور العاشر، أخدت بعضى وطلعت للدور العاشر، خير يا جماعة إيه الزحمة دى؟ والهرج والمرج ده سببه إيه؟ بسرعة عرفت ان مجموعة من المؤلفين المفروسين والمفقوع مراراتهم هما السبب، واحد جاله انهيار عصبى واترمى على الأرض مغمى عليه والناس بتحاول تفوقه، وواحد جاله حالة هياج وعمال يجرى فى الطرقات بعد ما خرج من هدومه، وايه ده كمان؟ ده واحد واقف على سور الشباك ومصمم ينتحر ويرمى نفسه من الدور العاشر، وده واحد قاعد ودالق على روحه جركن بنزين سريع الاشتعال ومصمم يحرق نفسه زى الجماعة الهندوس، والراجل ده ماسك مطوة قرن غزال وحاططها فى رقبة واحدة من الرقاباء وبيهدد انه ها يدبحها لو ما وافقتش على النص اللى كتبه، مكدبش عليكم اتفزعت جدا، وبعد ما تحريت الأمر عرفت ان ده مشهد يومى وسلوك معتاد جدا من المؤلفين والكتاب لأن تقارير الرقابة كل يوم ترفض أعمالهم بحجة تدنى المستوى الفنى، طبعا اندهشت جدا يعنى ايه الرقابة ترفض أعمال بحجة تدنى المستوى الفنى؟! الرقابة دورها تراقب المحازير الدينية والسياسية والأخلاقية وبس، وملهاش دعوة بالمستوى الفنى لأن فى لجان قراءة متخصصة هيا اللى بتحدد المستوى الفنى لأى عمل وتدى قرار القبول أو الرفض، لكن وبما إننا أحرار وفى دولة حرة فكل مسئول حر يبتكر قواعد ويحط قوانين من دماغه وطز فى اللى يعترض، واللى مش عاجبه يخبط دماغه فى الحيط!! يعنى تخيلوا أن عمل فنى محترم كتبه كاتب محترم زى أسامة أنور عكاشة او غيره من الأسماء الكبيرة وتلاقى موظف درجة رابعة بيكتب اسمه بصعوبة ، بيقيم العمل ده من الناحية الفنية!! طب أزاى يا خونا؟! حد يصدق الكلام ده؟ هو الموظف ده دراسته ايه علشان يقيم فكر وإبداع أكبر منه ومن مستواه العقلى والفكرى؟! المهم عرفت ان هو ده الاختلاف بين رقابة على ابو شادى ورقابة التلفزيون. مكدبش عليكم دماغى سخنت وقلت لروحى فرصة ياواد يا شحتوت تعمل فيها زعيم وتاخد حق الغلابة دول واشمعنى يعنى انا اللى مش هابقى زعيم؟ دلوقتى كل من هب ودب عمل روحه زعيم هيا جت عليا انا!! وبصنعة لطافة الناس عرفت أنى صحفى، الكل أتلم حوليا وسمعت حكايات لها العجب، حكاوى عن كاتب كل أعماله تم رفضها لتدنى مستواها الفنى، لكن مع الواسطة واللذى منه تم الموافقة على الأعمال كلها بعد الإشادة بمستواها الفنى المتميز، وعن الكتاب الناصحين اللى يبترفض لهم أعمال لكن يرجعوا يقدموها تانى بعد ما يشيلوا الصفحة الأولى ويغيروا اسم العمل، والغريب ان نفس الرقيب هو اللى بيوافق فى المرة التانية وبرضه بعد ما بيثنى على النص ومستواه العالى. كلام كتير وانا بسجل كل حاجة وكتبت موضوع زى الرصاص اتكلمت فيه عن مهازل الرقابة التلفزيونية ودورها فى قتل الأعمال الفنية المتميزة، ورحت على الجريدة وسلمت رئيس التحرير الموضوع، الراجل اتصدم وخاب أمله، يعنى بدل ما يجامل بتوع الرقابة جاب لهم مصيبة، وقعد يتحايل عليا: يهديك يا شحتوت، وأنا أقول ابدا.. يرضيك يا شحتوت، وانا أقول أبدا.. يجيلك ويحط عليك يا شحتوت.. وانا دماغى صرمة قديمة. وهددت انى ها صعد الموضوع لرئيس التحرير، فى النهاية الراجل ملقاش حل غير انه يتكلم بلغة تانية وعنها عرض عليا مكافأة نص شهر لو غيرت الكلام، بصراحة مكنتش عارف إن الزعامة رخيصة بالشكل ده وتتباع بمكافأة نص شهر، قبضت المكافأة وكتبت مقالة عبرت فيها عن تقديرى لرقابة التلفزيون ودورها الحيوى فى تطوير أداء الكتاب وأعمالهم الابداعدية، وبقدرة قادر تانى يوم فوجئت بالكتاب متجمعين قدام الجريدة وبيحتجوا ضدى بنفس العمايل اللى بيعملوها فى التلفزيون فى الدور العاشر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق