الأحد، 7 يونيو 2009

الكــــــــــف

من كام يوم شفت صاحبى حسام الهمام بعد فترة طويلة انقطعت أخباره عنى، كان عهدى بحسام انه دماغ كبيرة قوى وكان زى حلاتى دايما متفائل ومبتسم وضارب الدنيا 100 صرمة، لكن اللى انا شايفه دلوقتى انسان مختلف تماما، الراجل ماشى بيكلم نفسة وبيضرب كف بكف ومش دارى باللى حواليه، وشكله داخل على المرحلة الخطيرة اللى بسميها مرض الهسهس، كل لحظة يفتح علبة السجاير يطلع منها سيجارة ويولعها وبدون ما يدرى يطلع سيجارة تانية وياخد نفس من السيجارة دى ونفس من السيجارة دى، ونفس ورا نفس وسيجارة ورا سيجارة والراجل فى التوهان وحواليه سحابة من الدخان تعملها خرم أوزون لوحديها، طبعا اتفزعت وجريت عليه: خير يا صاحبى مالك؟ وايه الى مكدرك كده؟! رفع راسه وبص لى ونزل راسه تانى ورد فى حزن: خلاص يا شحتوت.. الحالة بقت ميئوس منها، ضاعت يا شحتوت ومعدش فى أمل انها ترجع تانى زى زمان.. طبعا تخيلت حاجات كتير، وعملت الواجب فى الظروف دى وقعدت أواسى فيه واصبره واديله أمل ان بكرة ربنا ها يشفيها ومفيش حاجة بعيد على ربنا، لكن المفاجأة إنه طلع فى الأخر انه بيتكلم عن السيما وحالها، أتارى الراجل قضى عمره كله بيكتب فى سيناريو فيلم وكان حلمه انه يلاقى منتج متحمس يوافق ينتج الفيلم ده ولما اتحقق الحلم واتقابل مع المنتج ظهرت مشكلة صغيرة قوى قضت على كل أحلامه، العقبة دى كانت هيا الرقابة، معقول ياراجل ده حتى اليومين دول الراقبة متفتحة جدا ومفتحة من كل الجهات! هو الفيلم بيتكلم عن إيه، رد وقالى: ابدا بيتكلم عن القهر والظلم وازاى بنضطر نحقق قانون العدالة الخاص بينا، إذا كان القانون العام هو الجانى، بصراحة لقيت الكلام كبير قوى، اهتميت وقلتله القصة إيه بالظبط؟ قالى: عن مواطن صعيدى انضربب ظلم بالكف من ظابط شرطة مفترى وانت عارف ان الصعايدة دمهم حامى وما يسيبوش تارهم قام صاحبنا الصعيدى اتمطع ورد الكف على وش الظابط ومن هنا ابتدى الصراع وكل واحد فيهم عايز يقضى على التانى، قلت له: ما انت عارف يا صاحبى ان دى محظورات سياسية بتمس هيبة النظام، الراجل جتله حالة هياج هيستيرى وصرخ فيا وقالى: نعم يا سيدى.. هيبة إيه؟ وكانت فين الهيبة دى فى فيلم عمارة يعقوبيان وللا فيلم أبو على وللا فيلم الجزيرة وللا فيلم هيا فوضى وهو وحيد حامد ابن البطة البيضا وانا ابن البطة السودة؟ وللا هو يعنى فى خيار وفقوس.. وبعدين لو مكتبناش فى مواضيع خطيرة زى دى هانكتب إيه يعنى اكتب فيلم سكس وللا اكتب فيلم هايف مليان ضحك ومسخرة!! دى سينما ياعالم وإذا ما انصلحش حالها ها نرجع 100 سنة ورا، ده الهنود بالسينما صنعوا النووى وطلعوا الفضا.. حرام عليكم.. بصراحة حسيت ان الراجل ها يطق له عرق وخفت عليه أحسن لا قدر الله تحصله حاجة وحشة، المهم قعدت اهدى فيه وقلت له: خلاص يا عم انا لقيت لك الحل، بص لى باستغراب وقالى: دلنى عليه، قلتله: ببساطة المثل بيقول" اضرب الفتوة على قفاه من غير ما تورى له كف ايدك" مش انت عايز الراجل يرد الكف للظابط.. خلاص تكتب دور لأخت الصعيدى اللى تقرر تنتقم لأخوها وعنها تشتغل رقاصة لكن بشرفها وتشاغل الظابط اللى يقع فى غرامها وعنها فى قعدة فرفشة تهزر مع الظابط وتضربه على وشه بالكف وبعدين تخرج تزغرد وتقول: خلاص يا خوى.. خت بتارك ومسحت عارك ورديت الجلم جلامين.. بص لى باندهاش وقالى: اخت ايه ورقاصة ايه هو فى واحد صعيدى يقبل ان اخته تشتغل رقاصة انت بتستهبل؟ قلت: بلاش دى عندك مثلا ممكن تشتغل ممرضة وتعالج أم الظابط المريضة ومن هنا ممكن توقع الظابط فى غرامها ويحبها ويعرض عليها الجواز لكن هيا ترفض يحاول يتذلل ليها وهيا تزهق منه وتروح متمطعة وتضربه بالقلم على وشه، وبرضه تخرج وتزغرد وتقول اخدت بتارك يا خوى. كنت متأكد ان حسام مش مقتنع لكن الراجل كان وصل لمرحلة من اليأس خلته يسمع كلامى ويغير الأحداث زى ما اقترحت عليه وعنها راح قدم النسخة المعدلة للرقابة وبعد يومين لقيته داخل عليا مكتبى وهو مذعور وفى منتهى الخوف. خير يا حسام، حصل ايه، قالى أبدا اترفض الفيلم مرة تانية، قلتله طيب ها تعمل إيه؟ قالى ماخلاص أنا عملت.. أنا كمان اتمطعت وضربت الرقيب بالكف على وشه، والمشكلة انه طلع صعيدى مش هايسيب تاره، أعمل ايه يا شحتوت، قلتله: بسيطة ماتهوبش ناحية الرقاصات ولو عندكم مريض فى البيت أوعى تحب الممرضة

ليست هناك تعليقات: