الاثنين، 25 مايو 2009

الزيارة

صحيت من أحلاها نومة على صوت دوشة ودربكة، فتحت عينى وانا مش مركز، خير الله ماجعله خير، إيه ده اللى قدامى؟! لقيت واحد باصص عليا من الشباك وعمال يتمرجح فى الهوا وكأنه قرد على مرجيحة، "ممكن تتصوروا إن ده شيئ عادى لو كنت مثلا ساكن فى الدور الأرضى، لكن وحياتكم محسوبكم ساكن فى شقة أخر دور، بمعنى أصح فوق السطوح" يبقى الشخص المتشعلق قدامى ده إيه؟!! ، مش ها طول عليكم، بعد الخضة واللذى منه وبعد ما جمعت أعصابى المتبعترة، عرفت انه نقاش مربوط فى حبل سقالة وبيدهن واجهة البيت، طبعا استغربت واندهشت لسببين، الأول ان البيت من يوم ما اتبنى وصاحب البيت مادهنتش الواجهة أصلا ، تانى سبب ان سكان البيت ناس غلابة ومحيلتهومش اللضا، واهتماماتهم أسمى بكتير من المنظرة ودهان واجهة البيت والشكليات دى، طب م الأخر حد يفهمنا فى ايه يا جماعة؟ وخرجت استفسر واسأل عن اللى بيحصل لكن لقيت منظر أغرب وأغرب، جميع البيوت اللى حوالينا متدلدل منها حبال مربوط فيها نقاشين وهات يا دهان فى الواجهة والشبابيك، حاجة تحير بجد!!، سحبت روحى ونزلت الشارع أشوف ايه اللى بيحصل، المنظر برضه غريب!! وزى الفنانة شويكار م بتقول: شيئ لا يصدقه عقل!!.. فريق كناسين بمنتهى الهمة والنشاط بيكنسوا الشارع وبيلموا الزبالة وسبب الغرابة فى الموضوع ان دى أول مرة يدخل فيها شارعنا كناسين وعمال نضاافة من يوم ما سكنت فى الشارع ده من عشر سنين، وفى لمح البصر وزى ما بتقول الست نظيفة:الشوارع بقت نضافتها محصلتش والقطنه مابتكدبش.. وإيه ده كمان؟! عربيات المحافظة بتنزل رمل وزلط واللودرات بتساوى الأرض، ياحلاوة وايه ده كمان؟! عربيات الأسفلت مستنية علشان تنزل الأسفلت وتسفلت الشارع، فى إيه ياخونا؟! هو الواحد لسة نايم و بيحلم وللا إيه؟، المهم عرفت انه مش حلم لما أخدت زغد جامد من مهندس البلدية وهو بيزحنى من الطريق لأنى وقفتى بالشكل ده معطلة مسيرة التنمية الحضارية لتطوير المنطقة العشوائية، تطوير إيه؟!! أنا مش فاهم حاجة.. أتارى رئيس الحى جاله إخبارية ان فيه مسئول كبير قوى قوى ها يجى ويعمل زيارة مفاجئة وسرية للحى بمناسبة دراسة مشروع لتطوير عشوائيات المنطقة، طب الحمد لله ان فى مسئول بيفكر فينا وعايز يطورنا. واستمر العمل بهمة ونشاط، وفى لمح البصر الرصيف اتبلط ببلاط سداسى الشكل زى شوارع باريس، وعربية الكهرباء عدت على عواميد النور ونضفتها من اعشاش العصافير وركبت لمبات جديدة نورت الحى والكام حى اللى جنبنا، وأخر حاجة كنت اتصورها جناين جاهزة جت فى عربيات نقل واتفرشت على الخرابات والشجر انغرس والأزهار اتفتحت وبقدرة قادر بقت جنة، وايه ده كمان!! .. دول جمعوا أهالى الحى ووزعوا على كل واحد ليفة وصابونة معطرة وكتبوهم تعهد انهم يستحموا فى اليوم تلات مرات، ده غير الترنجات الرياضية الى وزعوها على العيال علشان شكلهم ما يعكرش مزاج المسئول الكبير، المهم جت ساعة الصفر ووصل صاحبنا المسئول، الراجل بص يمين وشمال وشاف كل شيئ تمام وأخر فل، طب ايه اللى ها يتطور فى المنطقة ماهى زى الفل أهى؟! وعنها الراجل أنهى الزيارة بعد ما أخد قرار بإلغاء مشروع التطوير للمنطقة، ونقله لحى تانى، الناس اتفرسوا وزادت فرستهم لما جت العربيات لمت الجناين والشجر، ده غير انهم اكتشفوا ان العربيات اللى جمعت الزبالة مارحتش بعيد لكن رمت الزبالة فى خرابة تانية بنفس الحى، ده غير المحاضر اللى عملوها لأهل الحى اللى خالفو التعهد الكتابى وماستحموش بالليفة والصابونة وجمعوا منهم الليف والصابون لأنهم عهدة ها يوزعوها على أهل الحى الجديد, طيب تفتكروا شحتوت ها يقف يتفرج، عنها جمعت الناس وبعد خطبة من خطبى العصماء، ولعت فيها الدنيا على ابن الصرمة رئيس الحى، وهيلا بيلا ويلا بينا على مكتبه، ولسوء حظه كان نازل يركب عربيته بعد ما عمل التمثيلية على المسئول الكبير، وبحركة مسرحية شاورت لهم عليه واديت أمر بالهجوم، وعنها.. عينكم ما تشوف إلا النور

ليست هناك تعليقات: