الاثنين، 4 مايو 2009

"محدش بياكلها بالساهل"

العبد لله اكتر واحد فى الدنيا مرتبط بالعبارة الشهيرة "الصحافة مهنة البحث عن المتاعب" لأن مفيش صحفى إنضرب الضرب اللى إنضربته أو حصله اللى حصلى من مهنة الصحافة، وليا مقولة مأثورة: ان جسدى ليس به موضع الا وبه ضربة بوكس او غزة مطوة او شلوط او تعويرة 10 غرز... لدرجة انى ممكن ببساطة أغير مجال عملى من صحفى لطبيب عظام، وبكل فخر أوكد انى اكتر الصحفيين دراية بالإسعافات الأولية وكمان النهائية لإصابات الكسور والارتجاج بالمخ والتربنة، يعنى هيا بصة واحدة فى صورة الأشعة واشخص الكسر وأحدد نوع العملية الجراحية والسبب زى ما قلت انى بحكم مغامراتى الصحفية وافتكاساتى الجهنمية مبيعديش يوم غير وأنا مشرف فى قسم حوادث الطوارئ بالمستفيات، لدرجة انى بقيت مرجع فى الشئون الإدارية بالمستشفيات، يعنى خبير بمواعيد النوبتجيات وأسماء الدكاترة والممرضات والتومرجيين، ده غير العلاقات الإنسانية اللى نشأت بينى وبينهم بحكم العشرة واللى من خلالها قدرت اعرف تفاصيل حياتهم اليومية ومشاكلهم العائلية والاجتماعية، وخبرتى الكبيرة دى خدمتنى كتير، يعنى لو فرض إن ولاد الحلال بعد اى علقة نقلونى لأى مستشفى وكنت مثلا غايب عن الوعى، تلاقى طقم العاملين (بحكم انى زبون مستديم) عارفين اسمى بالكامل ورقم بطاقتى وعنوانى وفصيلة دمى وسجل طبى كامل بحالتى الصحية، وده بيوفر عليهم مجهود ووقت كبير ممكن يعطل سرعة اسعافى، أما لو نقلونى واصابتى كسور وبس من غير فقدان وعى او غيبوبة، فتلاقينى برضه بوفر عليهم مجهود كبير لانى عارف الإجراءات، على طول بدخل مكتب التسجيل أسجل حالتى وبعدين ادخل على جهاز الأشعة واشغله بنفسى و أخد الصور وافحصها واحدد الدكتور اللى ها يكمل علاجى، يعنى مثلا دكتور جعفر أحسن واحد يعمل جبس أو جبيرة أما دكتور احمد عبد العزيز أحسن واحد متخصص عمليات الأربطة والمفاصل وعندكم بقى دكتور طارق فده أفضل واحد لعمليات الشرايح والمسامير،
متاعب تانية لها صلة بنفس الموضوع ونتيجة مباشرة للبحث عن المتاعب وهيا علاقتى المتوترة مع شركات التأمين على الحياة، محسوبكم بكل فخر يعتبر العميل الأكثر خطورة على شركات التأمين واللى ممكن بعون الله يسبب حالة إفلاس لأى شركة، انا لما لقيت روحى بنضرب وأتعور وكل يوم فى المستشفيات فكرت استثمر الحكاية دى اقتصاديا، قلت مفيش غير إنى أأمن على حياتى من الاصابات والحوادث وعنها مكدبتش خبر واصطدت مندوب تأمين غشيم وعملت معاه بوليصة تأمين شاملة على الحياة، بوليصة ضد الحوادث والوفاة، ويادوب وقعت البوليصة من هنا وكأن مغارة على بابا انفتحت لى، كل يوم علقة سخنة وإصابة ودخول مستشفى والنتيجة تعويض ورا تعويض ومبالغ مالهاش حصر وخساير للشركة، وبناء عليه تلكيكة منهم ويلغوا البوليصة، أروح شركة تانية وهلما جرا، شركة ورا شركة وبوليصة ورا بوليصة وشهرتى ذاعت وانتشرت بين شركات التامين، وبقى الى ميعرفش يجروا بسرعة ويعرفوه، وكنوع من التعاون ودرء مخاطر المهنة بين الشركات تم تصنيفى العدو رقم واحد لهم وتم عمل نشرة تحذيرية فيها أوصافى وصورتى بأكتر من نيو لوك (علشان يحبطوا اى محاولة خداع منى)، ووزعوا النشرة دى على جميع مندوبى التأمين، ده غير الدورات التدريبية اللى عملوها لمندوبين التأمين علشان يكونوا على علم وخبرة بجميع الحيل بتاعتى واللىمن خلالها بخدع مندوبى التأمين واحصل على وثيقة، لكن على مين.. شحتوت مبيعدمش الحيل والافتكاسات، نشنت على واد مندوب وقدرت اضحك عليه وأخليه يعملى بوليصة تأمين، ويادوب المندوب عرف الملعوب بعد الشركة ما فصلته عقابا له على اهماله، الولد قرر الانتقام وأتاريه حاصل على بطولة الجمهورية فى الملاكمة وطبعا انتم عارفين هو انتقم ازاى، وكالعادة رحت على المستشفى، وهناك قابلت واحد معرفة، أول ماشافنى صرخ: خير يا شحتوت ايه اللى كعورك كدة؟ رديت بلهجة مسرحية: محدش بياكلها بالساهل

ليست هناك تعليقات: