الأحد، 26 أبريل 2009

لقاء السحاب

"لقاء السحاب" تعبير اتقال بمناسبة أول تعاون بين أم كلثوم كمطربة وعبد الوهاب كملحن وكان ثمرة اللقاء ده أغنية انت عمرى، وقتها الكل أجمع انه حدث مهم فى تاريخ الغناء ، وبالقياس فى مجال السينما حصلت لقاءات سحاب كتير لكن محدش عرف إيه اللى دار فى الكواليس علشان تتم اللقاءات العظيمة دى. تصدقوا ان واحد من لقاءات السحاب دى تم على إيد العبد لله شحتوت.. هاتندهشوا وتقولوا شحتووووت.. أقول لكم أه .. و أحكى لكم الحكاية من الأول.. المنتج السينمائى المعروف سيد الدكش عايز ينتج فيلم جديد يجمع فيه بين النجم الكوميدى الكبير عبده الفولى و النجم الكوميدى الشاب حاتم همام وطبعا الموضوع ده صعب جدا، لأن الفنان الكبير عبده الفولى بصفته متربع على قمة الكوميديا من حوالى 25 سنة يعنى بالصلاة عالنبى تأبيدة فنية، ولأن فى يوم من الأيام كان النجم حاتم همام مجرد كومبارس فى أفلامه، فصعب عليه يظهر معاه دلوقتى كتف بكتف فى فيلم واحد، ورفع شعار "انا التاريخ والفن الأصيل" أما النجم حاتم همام فبصفته نجم الكوميديا الأول حاليا رافض هو كمان يشتغل مع نجم كوميدى تانى حتى لو كان استاذه وكمان لأن الأفلام دلوقتى اصبحت زى الشقق ضيقة وقد علب الكبريت ومش مستحملة نجمين فى فيلم واحد، رفع هو كمان شعار "انا زى الفريك ومحبش شريك"... بالصدفة رحت مكتب سيد الكش علشان اخد خبر صحفى دخلت المكتب لقيت الراجل تايه زى المجاذيب، وقاعد يكلم نفسه، قلت له: سلامتك يا حاج مالك؟ قالى وهو سرحان: مشكلة يا شحتوت عايز اقابل السحاب ببعض، بصيت له وعلى طول عرفت انه ضارب سجارتين وللا حجرين طيروه، قلت له: والنبى خليك معانا هنا وانزل من السحاب احسن تاخد برد، الراجل برضه لسة سرحان وسألنى: ازاى يا شحتوت نخلط الزيت بالمية، قلت له: دى فيها قضية تموين وغش تجارى، فهمنى بس ايه الموضوع؟ المهم عرفت سبب حيرته وانه عايز يجمع عبده الفولى وحاتم همام فى فيلم واحد قلت له: بسيطة سيبها عليا بس ليا الحلاوة رد زى الملهوف: عنيا ليك يا شحتوت. مكدبتش خبر وجرى على الفنان عبده الفولى وفهمته ان الوسط الفنى بيتكلم فى حقه كلام مش كويس علشان خايف يشتغل مع حاتم همام وإنه مش قده، الراجل انفجر وقالى انا اخاف من عيل بن النهاردة من مواليد الساعة ستة ونص الصبح، مش عبد الفولى اللى يتقال فى حقه الكلام ده، انا لو اشتغل قدامى هافرمه، واستغليت الموقف وعلى طول طلبت الحاج سيد ومضى معاه العقد، وعنها رحت على النجم حاتم همام وفهمته ان الوسط الفنى مش مصدق ان التلميذ ممكن يقف قدام أستاذه وانه هايكون زى حتة الجاتوه اللى ها يلتهما عبده الفولى بخبرته، وبرضه حاتم همام انفجر من الغضب وقال: خبرة مين يا عم دى ناس زمانها عدى وفات، انا اللى هافرمه زى الاكسبريس، وعنها اتصلت بالحاج سيد اللى كان واقف عالباب وبصنعة لطافة صاحبنا هو كمان وقع على العقد، لغاية كدة تمام لكن بعد كدة.. وأه عاللى حصل بعد كدة " تأتى الرياح محملة بالأتربة"قلت للحاج سيد ايك بقى عالحلاوة: بص لى باستغراب حلاوة ايه قلت له حلاوة السحاب والزيت والمية، رد بندالة وقالى طيب خد يا شحتوت مش خسارة فيك، بصيت عالمبلغ لقيته مدينى خمسين جنيه، قلت له ايه ده يا حاج؟! بقى هيا دى عنيك، قاللى مش عاوز بقى وجع دماغ يا شحتوت حل بقى عن نافوخى خلينى اشوف شغلى، وعنها ركبنى 100 عفريت ودخلت معاه فى وصلة ردح: اسمع يا عم انت " بالأصول أراعيك، تستندل أولع فيك" "تعمل حسابى أقدرك، تستهبل معايا اعورك" الراجل منطقش بحرف وعنها رن على الجرس، ولقيت الدنيا بتضلم من ورايا أتارى الجدع البودى جارد بتاعه دخل علينا وانا واخد راحتى فى وصلة الردح، وكلت علقة معتبرة، لكن تفتكروا انى سكت لهم.. أبدا.. بكل جراءة كملت وصلة الردح وانا بجرى منهم "يجليكم ويحط عليكم وتنزل المية من بين رجليكم"

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

شحتوت المنتقم

سمعت خبطة على الباب، اترعبت ودمى هرب منى.. قلت بخوف: مييييين ؟؟ رد عليا صوت صاحبى المهندس أحمد ضرغام: أنا يا شحتوت، أخدت نفسى وبلعت ريقى وقلت" ادخل، دخل المهندس ضرغام وصرخ ياساتر يارب .. سلامتك .. إيه اللى عمل فيك كدة، حادثة عربية نقل؟ قلت لالا وحكيت الحكاية من البداية.. قررت أعمل حديث صحفى مع أكبر نجم كوميدى فى البلد،المهمة صعبة لأنه مغرور ومنفوخ زى البالونة، وكأنه منشأة عسكرية وبينقى بسلامته المحررين المسموح لهم بالاقتراب منه أو التصوير معاه، ولأنى بتمتع بروح المغامرة والتحدى اتصلت بسيادته عالموبايل، رد عليا سكرتيره، ويادوب قلت له صفتى واسمى، فوجئت بصوت النجم واقف جنبه بيزقع وهايطق له عرق: اقفل السكة فى وشه.. بقى على اخر الزمن أعمل حوار مع واحد اسمه شحتوت!!. عنها وحسيت بجردل مية باردة بيحمينى فى عز البرد ولحظات ولقيتنى بعد البرد سخنت ودمى بيغلى فى عروقى.. وعنها قررت الانتقام، مسكت الورقة والقلم وكتبت المقالة "النجم الفنان الهمام بقاله سنين طويلة متربع على قمة عرش الكوميديا وعلشان نبقى منصفين الراجل كفنان مفيش عليه غبار وعنده قبول جماهيرى، لكن غير كده أنا عندى تحفظات كتير قوى عليه، خصوصا بعد ما ابتدى المشاهدين ينصرفوا عنه وابتدت أفلامه تعانى من فقدان ذاكرة الجمهور، نجمنا شعر ان البساط بينسحب من تحت رجليه وها يطويه النسيان وفكر إزاى ينقذ نفسه، ولأن نجوميته لوحدها مأصبحتش كافية لجذب الجمهور لأفلامه، أول حاجة فكر فيها عوامل الجذب الإضافية، وابتدى يكثف من جرعة الضرب والأكشن وتخيلوا معايا واحد بكرش زى البالوظة وعدى الخمسين من عمره وبياخد نفسه بالعافية يطلع فى الفيلم وبضربة كف يموت مية وألف، الجمهور طبعا مصدقهوش ونسيه أكتر، فكر فى وسيلة جذب تانية، استعان بشوية حريم موزز عالفرازة وعمل نفسه روميو، وهات يا بوس وأحضان ملتهبة ومشاهد مثيرة، وكل موزة من دول تشوفه يغمى عليها من حبه وغرامه، وماشى وراه عربية إسعاف تشيل ضحياه من الحريم اللى بيفقدهم الوعى، وطبعا فشلت المحاولة لأن الجمهور مصدقش ان واحد فى سنه يقدر يلعب بدليه، ده كبيره يقدر يلاعب حواجبه، نجمنا فكر فى الوسيلة التالتة وهى انه يعمل سياسى ويركب الموجة، وعمل نفسه صاحب موقف سياسي، وهما كام فيلم وصاحبنا صدق روحه وكذبته وإنه اصبح زعيم سياسى له مواقف وبطولات، لكن برضه لأن الجمهور واعى، مصدقش إن أراجوز انتهازى ممكن يكون زعيم سياسى، وعنها نجمنا احتار يعمل إيه لا أكشن نافع ولا جنس نافع ولا سياسة نافعة؟! معدش قدامه غير انه يستغل نجومية الممثلين الشباب اللى فى طريقهم للنجومية، واستعان بيهم فى مشاهد فى افلامه وبالفعل نجح الممثلين الموهوبين فى انهم يشدوا الجمهور تانى لأفلام النجم الكبير "فى السن"، وياريت صاحبنا يحمد ربنا ويسكت، أبدا.. بعد ما الممثلين دول أخدوا مكانتهم وزاحموه على القمة الى كان مربع عليها وخلوه ينكمش من مربع لمثلث، صاحبنا خرج علينا بتصريحات فى كل وسايل الاعلام كأنه مكتشف ولا كريستوفر كلومبس، وقال انه مكتشف النجوم والكواكب وكمان المجرات، ودوشنا بكلام كتير عن انه صاحب الفضل عليهم، لكن الحقيقة طبعا انهم هما اللى صحاب فضل عليه" المهم أخدت راحتى فى المقالة وبعد نشرها، النجم فهم الرسالة وقرر هو كمان ينتقم وبعت لى البودى جارد بتاعه واقتحم عليا شقتى اللى فوق السطوح وهات يا ضرب ولما سألته زى علاء ولى الدين هو كله ضرب؟ مفيش شتيمة؟ قالى: فى ده.. وشالتنى هيلة بيلة ورمانى من فوق السطوح، وستر ربنا محسيتش بروحى غير وأنا هنا فى المستشفى.. وأوال ما فقت اتصلت بيك على طول.. أبوس إيدك يا باشمهندس ضرغام اخفينى عندك فى البلد فى العريش كام يوم لغاية ماستعيد صحتى وابدأ تانى اللعب مع الكبار

الاثنين، 13 أبريل 2009

عالمنا قرية صغيرة

أخدت بنصيحة زمايلى شعبان القلقان وعزوز المهزوز ومحضرتش ولا هوبت ناحية ندوة "ثورة الاتصالات" على اعتبار إن كلمة ثورة من المحظورات المرفوضة سياسيا من الحكومة وأمن الدولة، لكن يظهر ان المشاكل والندوات اللى فيها قلق ورايا ورايا، جاتنى دعوة تانية لحضور ندوة بعنوان "العالم قرية صغيرة" وأكتشفت بعد ماستلمت الدعوة إن شعبان وعزوز زرعوا جوايا القلق وجابوالى مرض الهسهس، بصيت زى المخبرين يمين وشمال أحسن يكون حد مراقبنى، وبحلقت فى الدعوة ودققت كويس فى كل كلمة مكتوبة أحسن يكون فيها حاجة مرفوضة سياسيا كدة وللا كدة، وقعدت افكر ياترى يقصودا بإيه العالم قرية صغيرة وقلت أكيد ها يتكلموا عن إرشادات زراعية زى برنامج سر الأرض ومش بعيد أقابل عمنا القرموطى، أو جايز تكون عن تنظيم الأسرة وأقابل الأخين حسنين ومحمدين أو الست كريمة. المهم اطمنت وقررت أروح الندوة. دخلت القاعة وبصيت على الموجودين ملقيتش ولا واحد لابس جلابية وولا واحدة لابسة مالاس لكن كله لابس عالموضة وأفخم البرفانات بتهفهف جوة القاعة، مطولش عليكم بدأت الندوة ولقيتهم بيتكلموا برضه عن ثورة الاتصالات، يانهار مش فايت.. الناس دى ثورجية وبيتكلموا عن ثورة، ومرة واحدة لقيت شبح شعبان القلقان وعزوز المهزوز بيتجسد قدامى وبيصرخوا فيا، إهرب بسرعة ياشحتوت، اخرج من الندوة يا شحتوت، انفد بجلدك يا شحتوت، قررت فعلا أهرب وانفد بجلدى لكن وانا بهم بالخروج اكتشفت وجود بوفيه مفتوح فخم ومعتبر فى انتظار المدعودين وبصراحة ماكنش فى حاجة ممكن تقوى قلبى أكتر من كدة، وقررت طمعا فى العشوة الأبهة إنى أكمل الندوة، قعدت تانى وانتبهت للكلام اللى بيتقال، لقيتهم لسة بيتكلموا عن ثورة الاتصالات اللى بفضلها مفيش أخبار بتستخبى وازاى الناس فى كل البلاد بتعرف أخبار بعض فى التو واللحظة لكن ده مبيعجبش الحكومات وأجهزة الأمن على اعتبار ان فى أخبار بتحصل فى الدول البعيدة ميصحش يعرفها الناس اللى فى البلاد القريبة وخصوصا أخبار الوزرا اللى بتنتحر أو تستقيل لما بتحصل كارثة أو مصيبة فى بلادهم، فى اليابان وزير انتحر علشان البرلمان كان ها يستجوبه فى قضية فضيحة فساد ووزير تانى انتحر بعد كارثة تصادم طيارتين ورئيس السكة الحديد استقال بعد حادث تصادم بين قطارين، و فى بلجيكا وزير داخلية استقال علشان واحدة مهاجرة غير شرعية ماتت وهما بيرحلوها وفى اليونان ولما انقطع ارسال التلفزيون وقت اذاعة ماتش كورة استقال رئيس التلفزيون وفى سلوفاكيا طيارة حربية وقعت على طول وزير الحربية استقال، وغيرهم وغيرهم فى كل دول العالم وزرا ومسئولين بينتحروا او على الأقل بيستقيلوا لما بتحصل كارثة. لكن ابتدى القلق لما ابتدأوا يقارنوا بين بلادنا وبلادهم والوزرا عندنا والوزرا عندهم، وازاى فى بلادنا طيارات وقعت وبواخر غرقت وقطورات خرجت عن القضبان وناس ياما أرواحها راحت بلاش ومفيش وزير شعر بالمسئولية وانتحر أو استقال أو تمت محاكمته، وازاى لما بتحصل كارثة من دول نلاقى المسئول أو الوزير بيخرج علينا بكل بجاحة ويبرر الكارثة بمبررات وأسباب تموت بالضحك، وفكرونا بحكاية الإغماء الجماعى لطالبات المدارس وازاى برروها بانها دلع ومياصة من البنات وكلهم اغموا عليهم بالإيحاء، وازاى لما القطر خرج عن القضبان قالوا تلاقى عيل لعب فى جزرة القطر، وفى حريقة القطر قالوا ده ماس كهربى "تخيلوا ماس كهربة فى قطر بيمشى بالديزل" المهم استمرت حالة النقد لغاية ما واحد متحمس وقف وقال بتنفخوا فى قربة مقطوعة مفيش وزير ها يتنحر ولا يستقيل، وكان عايز يعبر عن كلامه بمثل شعبى، ومرة واحدة لقيتنى هبيت ووقفت أقول لهم المثل "قالوا للقردة اتبرقعى، قالت ده وشى واخد عالفضيحة"

الأربعاء، 8 أبريل 2009

ثورة الاتصالات

"ثورة الاتصالات" عبارة دايما نسمعها لما يكون الحديث بيدور حوالين التقدم المذهل فى عالم الاتصالات وازاى الواحد فى التو واللحظة بيكون ملم بأحداث بتدور فى أقصى مكان فى الكرة الأرضية وقت حدوثها، والناس المتحمسين قوى بيؤكدوا إن مع استمرار ثورة الاتصالات ممكن قوى نعرف الحدث مش وقت حدوث لالالا ده احنا هانعرفه ونشوفه قبل حدوثه،.. طيب .. لغاية كده كويس قوى، لكن الكلام ده ماتفقش عليه جميع الأطراف، تسألونى إزاى؟ أحكى لكم.. معايا فى الجورنال اتنين صحفيين من عجائب البشر الأول شعبان القلقان والتانى عزوز المهزوز، انا بصراحة معرفش أى تفاصيل عن حياتهم أو نشأتهم ، واللى جعلت منهم ناس مرعوشة ومذعورة وخايفة ومعرفش إزاى دول بقوا صحفيين ، لكن الاتنين دايما ماشيين يبصوا وراهم وخايفين ليكون حد جاى يقبض عليهم أو يلبهم على قفاهم.... الاتنين دخلوا عندى المكتب وبالصدفة كان على مكتبى دعوة لحضور ندوة بعنوان "عصر ثورة الاتصالات والسبيل لجعل العالم قرية صغيرة" شعبان القلقان أول ما شاف الدعوة ركبه 100 عفريت واتنفض وارتعش وقعد يبص حواليه ليكون حد مراقبه وكمثله لقيت عزوز المهزوز هو كمان بيرتعش وبيترجانى أرمى الدعوة دى بعيد أو أحرقها أحسن أروح بيها فى داهية ورا الشمس، بصيت فى ذهول وطلبت منهم يفهمونى اى حاجة رد عليا شعبان القلقان وقالى: يا استاذ شحتوت ثورة ايه اللى انت عايز تحضر عشانها ندوة، أولا مجرد استخدام كلمة ثورة دى بتقلق الحكومة والجهات الأمنية، وكونك تتكلم عنها فده معناه انك ها تقضى بقية عمرك فى السجن بتهمة الترويج لأفكار مشبوهة بغرض إثارة الفوضى والقلاقل ومحاولة قلب نظام الحكم ده إذا كانوا ها ييسيبوك أصلا تعيش الباقى من عمرك، أما إذا كانوا أذكيا شوية وعلشان محدش من الجماعة المزعجين بتوع حقوق الانسان يتكلم فممكن قوى تلاقى مصير تانى، يعنى يلفقوا لك تهمة جنائية أو أخلاقية يرتاحوا منك بيها فى السجن، أو ممكن تقابل صدفة فى الطريق جماعة بلطجية يرنوك علقة محترمة وانت وحظك فى نتيجة العلقة دى سواء عاهة مستديمة أو مرمطة كرامتك فى الأرض هو انت مسمعتش عن الراجل المعارض اللى ضربوه علقة وقلعوه هدوه وخلوه بلبوص فى الشارع قدام الرايح والجاى، أما إذا كنت معارض ومصدر قلق وخطر بحق وحقيقى فممكن وبالصدفة برضة تلاقى خبر مصرعك فى حادثة مروعة لأنك كنت بتسوق بطريقة خطرة وأنت سكران وحصل تصادم مع عربية نقل كبيرة هرست عربيتك رغم انك ممكن تكون فى الأصل ما بتعرفش تسوق وكمان مبتملكش عربية، ولعلمك يا شحتوت الكل بيؤكد إن بالرجوع إلى سجلات المرور القديمة والجديدة وجدوا إن جميع حوادث المعارضين بتعملها عربية نقل واحدة من أكتر من 75 سنة، أيوة.. الجماعة بتوع الأمن محافظين عليها وبيتوارثوها من عهد لعهد ومن جيل لجيل لأن سرها باتع ومابتخيبش أبدا وكأن عزرائيل مبيعرفش يسوق غيرها، ومسجلة فى إدارة التراخيص "مركبة حوادث".. شفت بقى يا أستاذ شحتوت إيه اللى ممكن يكون ورا كلمة ثورة، بصيت فى ذهول وأنا مش مصدق وعنها استلم زمام الحديث من بعده عزوز المهزوز وقالى: ومين اللى قال انها ندوة، دى ممكن تكون اجتماعات سرية مستترة تحت اسم حركى وهو ثورة الاتصالات والمقصود هنا بالاتصالات هو اتصالات أعضاء التنظيم ببعضم، وأكيد ها تلاقى أمن الدولة راصد التحركات والاتصالات دى ومش بعيد قاعة الاجتماعات تلاقيها محاصرة بعربيات قوات الأمن المركزى وباب القاعة مفتوح على ضهر البوكس عدل وتلاقى نفسك من الدار للنار، اعقل يا شحتوت وسيبك من الاجتماعات المشبوهة دى... بصيت لهم فى ذهول وكانوا مقنعين للدرجة اللى خلتنى أوجه الدعوة لرئيس القسم وهو ورزقه بقى.

المفقوع مرارته

وصلنى على مكتبى جواب من واحد عبر عن نفسه بـ "المفقوع مرارته"، طب ياسيدى وإيه الجديد ما كلنا مفقوع مرارتنا!! لكن خير ياترى وإيه الموضوع؟! فتحت الجواب وكلى فضول ولقيت نفسى بدون ما أشعر مشدود لغاية أخر حرف، صاحبنا المفقوع مرارته بدأ بهجوم عنيف على شخصى الغير متواضع علشان بَلَقّّبْ فى مقالاتى فنانينا بلقب الفنان الكبير والفنانة القديرة، وسألنى فى اتهام صريح: (بتقبض منهم كام؟ هو كل واحد أو واحدة بلغ من العمر أرذله تلقبوهم بالفنان الكبير والفنانة القديرة!! هيا الألقاب فى البلد دى ببلاش!! يا ناس الواحد بيتفرس لما يلاقى واحدة رقّاصة ولها ملفات فى الآداب ودخلت السينما من أوسع أبوابها وهو باب غرف النوم وهو فيلم تطلع فيه لابسة من غير هدوم والفيلم يبيع ويكسب، وعنها فيلم ورا التانى ونلاقيها بعد كدة بقت الفنانة القديرة، وبكدة تدخل دنيا الفنانين العظام وتتساوى بواحد زى شوبان أو موتسرت أو بيكاسو أو حتى محمود مختار،. وعندك برضه الممثلين واحد تطق فى دماغه يسمى نفسه الباشا، التانى يزايد عليه يسمى نفسه الأمير، التالت يدفع المعلوم لوسايل الإعلام يسموه الزعيم، الرابع يقول والله لأكتسحكم يا لمامة فيسمى نفسه الامبراطور.. واهى ألقاب ومحدش بيدقق، ولو على الألقاب لوحدها كانت هانت لكن تلاقى برضه واحد يطلع ويقول بكل بجاحة: أنا خدمت البلد وضحيت بالغالى من عمرى علشان رسالة الفن.. نعم يا سيدى!!.. سمعنى كدة تانى بتقول إيه؟ خدمة إيه يابن الصرمة اللى خدمتها للبلد وجاى تعايرنا بيها وايه نوع التضحيات اللى ضحيتها، يعنى انك تقف قدام الكاميرا وتشخص وتقول كلمتين وتلهف لك كام مليون مع شوية موزز بتعتبرها تضحية وتساوى نفسك بعالم أفنى حياته وطفح الكوتة علشان يوصل لبحث أو لاختراع أو فكرة تفيد البلد!! أو جندى استشهد وهو بيأدى واجبه!! وبلاش المستوى ده خلينا فى الناس البسيطة، عايز تساوى نفسك مع فلاح واقف فى حرقة الشمس يزرع ويقلع علشان سيادتك يا ننوس وغيرك تاكلوا المم، وللا العامل اللى واقف قدام النار والمكن علشان يصنع منتج عليه اسم البلد، طيب بلاش كل ده.. قول لنا الملايين اللى لهفتها فى حياتك عملت بيها إيه للبد، قعدت تصرف وتبعزق فيها يمين وشمال ولما تخلص منك تقول انا كنت بخدم البلد عالجونى على نفقة الدولة.. وياسلام بقى لما أبو لمعة يصدق نفسه وتلاقيه خارج علينا لابس توب الفلاسفة ويقولك أنا عالجت فى أفلامى قضايا كذا وكذا وكذا وكان ليا الفضل فى حل مشكلة كذا وكذا وكذا.. يا سلام!! بتكدب على مين يا أخينا ده انت يادوب حتة مشخصاتى جابك المنتج والمخرج علشان تقول كلام كتبه السيناريست، يعنى اللى فكر و عالج واجتهد هو الراجل اللى كتب الموضوع لكن انتم بتعتمدوا على مساندة الإعلام ليكم وفاكرين الناس ساذجة وذاكرتها ضعيفة. ولاد البلد عندهم أمثلة جميلة وبليغة جدا بتصور حال أمثالكم. زى "لو كنتوا نسيتوا اللى جرى.. هاتوا الدفاتر تنقرا" والمثل التانى "قاله: يابا شرفنى.. قاله: لما يموت اللى يعرفنى" وأمثلة كتير من النوع ده. أما الوحيد اللى لقيته صادق مع نفسه هو الفنان عمر الشريف اللى اعترف فى برنامج تجربتى مع الإعلامى طارق حبيب لما اتسأل عن تقيمه لمشوار حياته بعد سن ال 75 الراجل قال بكل بساطة ووضوح: بعد مشوارى الطويل ده حسيت انى مهرج واقف قدام الكاميرا علشان أقول كلمتين وأقبض عليهم ملايين) لغاية هنا وانتهى خطاب أخينا المفقوع مرارته، ومكدبش عليكم رغم إنه هاجمنى واتهمنى إلا إنى تأثرت بشدة بالجواب وبكل اللى قاله المفقوع مرارته ورغم كدة قررت ما أنشرش الجواب علشان محدش ياخد باله من وجه النظر دى لأنى بحلم باليوم اللى يمكن يجى والاقى إسمى "المفكر القدير والكاتب الكبير/ شحتوت"