الاثنين، 16 مارس 2009

أسبانيا ليه..(3)

رجعنا تانى علشان أحكى لكم جزء من مغامراتى فى أسبانيا... وصلنا فالنسيا فى الميعاد اللى حددته إدارة المهرجان وتم عمل الإجراءات اللى على أساسها تم تسكينا فى الفندق وتم صرف مصروف الجيب اليومى المحدود جدا جدا، بصيت للمبلغ البسيط وقعدت أفكر، هيا الناس دى بتستكردنا وللا إحنا فى مصر اللى بنعانى من كرم حاتمى يوصل لدرجة السفه!!، يعنى إيه؟ أقول لكم.. إحنا فى مصر بنصرف مصروف جيب ضخم جدا لضيوف المهرجان ده غير الإقامة الكاملة، فطار وغدا وعشا وكله أوبن بوفيه، ده غير التنقلات بالليموزين الفاخر اللى بنوفرها من اكبر شركات السياحة، وكل ده ليه؟ علشان سمعة مصر قدام العالم، طب يا أخونا هما الناس الأسبان دول مش بيهمهم سمعة أسبانيا قدام العالم؟!! ده كل اللى أخدناه زى ما قلت إقامة فى الفندق مع وجبة إفطار وبس!! ومصروف جيب بسيط جدا ميكفيش تمن وجبة غدا، طب والعشا ها نعمل فيه إيه؟!! ده غير طبعا إن جميع التنقلات على حسابنا الشخصى ومفيش حتى أتوبيس هيئة نقل عام للتنقلات، أنا قلت أكيد الجماعة الأسبان وقيع وسكة وبيعانوا من أزمة مالية ومش بعيد نلاقيهم واقفين فى ميدان التحرير بتاع فالنسيا وماسكين ميكرفون وبيجمعوا تبرعات لسداد ديون أسبانيا، لكن علشان مضايقش نفسى بصيت للموضوع من ناحية تانية وهيا إننا بحمد الله بنضحك على الناس دول وبنفهمهم إننا أغنى وأجدع منهم ومحدش كاسر عينينا، المهم رحنا على الفندق وهناك لقيت أعلام كل الدول المشاركة بترفرف قدام الفندق، بصيت على علم مصر.. مفيش!! طب ليه التفرقة دى والحركات النص كم وكمان مش نص كم دى من غير كم خالص، أخدتنى الغيرة والوطنية وقلت فرصة يا واد يا شحتوت تاخد موقف يتسجل باسمك فى المحافل الدولية، وعنها رحت جرى على إدارة المهرجان وقلت لهم فى غضب مصطنع: فين علم مصر؟ "بالانجليزى طبعا" ردت عليا البت اللى زى القمر وقالت: علم مصر موجود، ولما لقتنى مش مقتنع خرجت معايا لغاية برة وشاورت لى على علم غريب وقالت لى: هو ده علم مصر، علم إيه يا ست انتى ده علم مصر ألوانه احمر وابيض وأسود ونسر فى الوسط لكن ده علم اسود وابيض وأحمر ومن غير نسر،.. راح فين النسر؟! وللا اعدمتوه علشان خايفين من انفلوانزا الطيور؟ فين النسر؟ أنا عايز النسر "بينى وبينكم تخيلت أن النسر معجبوش كرم الضيافة بتاعهم وراح يصطاد بنفسه حمامة أسبانى زى لهطة القشطة عينه زاغت عليها" قالوا لى: أبدا ده علم مصر واللى استلمناه من القنصلية المصرية يعنى لو فى غلط فى العلم تبقى السفارة المصرية هيا المسئولة عن الغلط ده مش إحنا... موقف محرج، وكدة هما رموا الكرة فى ملعبنا، لكن أبدا تفتكروا يعنى أنا ممكن أفوت الموقف كدة بسهولة.. وعنها قلتلهم أنا مش مصدق الكلام ده ولازم أقابل مدير المهرجان أو ها عمل أزمة دبلوماسية ملهاش حدود، طبعا كلام كتير قلته بعد ما وشى إحمَر وزى ما بيقولوا غلى الدم فى عروقى "طبعا واحد غيور على بلده وأهو أكيد التاريخ بيسجلى موقفى المشرف ده" وفعلا.. الصبح لقيت جواب شخصى من رئيس المهرجان بيعتذر الراجل فيه بأدب عن اى خطأ مش مقصود وكتب ما يفيد بصفة رسمية مواصفات العلم اللى تم استلامه من السفارة المصرية، طب أنا هاعمل إيه دلوقتى؟! ده جواب ملهوش أى قيمة لأنه مش مختوم، وعنها رحت تانى على البنت فى إدارة المهرجان وقلت لها: فين ختم النسر بتاعكم، الجواب ده كدة مش رسمى لأنه من غير نسر، وهنا انفجرت البنت المسئولة الإدارية وقالت لى "بالأسبانى": انت إيه حكاية النسر معاك ياجدع انت؟! فلقتنا أنت والنسر بتاعك. احنا مفيش عندنا أختام. طبعا حسيت بالإحراج والكسوف لأنى أكتشفت إنى بالظبط إنى نسخة من شخصية عبد الروتين اللى ابتكرها احمد رجب ومصطفى حسين. المهم برضه مسكتش اتصلت بالسفارة المصرية وبلغتهم عن فضيحتهم فى حق العلم وهددتهم أن معايا جواب يوديهم فى داهية، لكن تقول لمين وتفهم مين، قالولى بله واشرب ميته.
فاصل والحلقة الجاية نواصل

ليست هناك تعليقات: