الثلاثاء، 24 فبراير 2009

عمار يا مدريد

حكيت لكم فى المرة اللى فاتت إزاى القدر لعب لعبته وتم ترشيحى للسفر مع رئيس القسم لمهرجان فالنسيا السينمائى بأسبانيا، يعنى أنا وصديقى اللدود فى بلاد الأندلس لوحدينا وكل واحد فينا متحفز بالشر للتانى وتالتنا الشيطان. ربنا يستر.. بدايةً اعترف إن النقلة الحضارية بين القاهرة ومدريد كانت أكبر منى بكتير وأكبر من أنى أستوعبها مرة واحدة، وطبعا كلنا فاكرين الصورة القديمة فى الأفلام للقروى الساذج اللى بهرته أضواء المدينة.. العبد لله برضه أول ما نزلت المطار بهرتنى أضواء مدريد وكنت ماشى مندهش من كل حاجة، مبحلق عنيا وفاتح بوقى، وراسى بتلف يمين وشمال فى حركة لا إرادية وكأنى لعبة أطفال ماشية بالزمبلك. وصلنا أسبانيا قبل معاد المهرجان بأربع أيام بسبب مواعيد رحلات الطيران وقررنا نقضيهم فى مدريد، أول صدمة حضارية قابلتها هناك، هو ريحة البرفان الغريب اللى شميته فى كل حتة أروحها، برفان جميل جدا والكل بيستعمله رجالة وستات والعيال الصغيرة حتى تخيل لى إن الكلاب والقطط كمان بيحطوا من البرفان ده، طبعا عجبنى جدا وقررت إنى أشترى قزازتين تلاته منه لكن إسمه إيه البرفان ده؟ مش عارف! يجيوبه منين البرفان ده؟ مش عارف!! المهم تنازلت عن جزء من كبريائى وقررت أسأل رئيس القسم بصفته مجرب السفر لأوروبا أكتر من مرة وأول ما سألته لقيته غرقان فى هيستريا ضحك وبص لى باستعلاء وقال لى: يا جاهل برفان إيه اللى بتسأل عليه، دى ريحة الجو الطبيعية، وبمزيد من المنظرة شاور لى على كل مكان وقالى: بص حواليك.. الورد والزهور فى كل مكان ودى ريحة الطبيعة هنا. تخيلت طبعا فى مصر ريحة المجارى الطافحة فى كل مكان ودخان العادم اللى كاتم على صدورنا وقلت عمار يا مدريد.. تانى صدمة حضارية كانت منظر الشباب والبنات وهما واقفين فى الطريق العام قدام الخلق عينى عينك وكل اتنين واخدين بعض بالحضن وهاريين بعض بوس وحاجات تانية، وعلى عكس مصر، الواد من دول يدور على بير سلم ضلمة علشان يخطف بوسة من بنت الجيران أو حتة مهجورة على طريق المحور وياسلام لو اتلم عليه شوية عيال صيع وعملوا له جرسة أو يغتصبوها منه أو لجنة من بوليس الآداب يضيع مستقبله فيها، والحمد لله ربنا سترها معايا لما وقفت أبحلق وأتفرج على اتنين منهم فى الشارع ولما طولت الفرجة لقيتهم بيبصوا لى بقرف وبعدين تحول القرف لغضب، وفجأة لقيت رئيس القسم بيسحبنى من قفايا قبل ما يشتكونى للبوليس بتهمة الاعتداء على حريتهم.!! يا سلام .. عجبى!! صدمة حضارية تانية كانت موقف محرج اتعرضت له لما قررنا نتفسح فى الغابات اللى بتحيط بكل ضاحية سكنية هناك وللحظ النحس إنها كانت ليلة يوم الأحد، وأتاريها عطلة نهاية الأسبوع وكل البشر خارجين على الغابات دى يمارسو حريتهم ع الأخر وفوجئت إن ورا كل شجرة تسمع أصوات وتشوف حاجات بتحصل أقل عقوبة ليها ملف فى الآداب وخمس سنين سجن، لكن فضلت ماشى فى الغابة لغاية ما إذ فجأة سمعت واحدة بتبسبس ليا.. معقول!! أه والله واحدة على رأى عادل إمام لابسة من غير هدوم واقفة ورا شجرة صغيرة وبتشاور لى أروح لها، عيييييب يا شحتوت.. إخزى الشيطان يا شحتوووووت.. لكن مكدبش عليكم نسيت العيب وكان الشيطان اقوى منى ومقدرتش اخزيه، ورحت جرى عليها وكأنى إنسان ألى مبرمج، وأول ما وصلت عندها فوجئت بواحد شحط قاعد جنبها وبرضه لابس من غير هدوم والاتنين بيبتسموا ليا وبيدونى كاميرا وطلبوا منى أصورهم وهما بيحبوا بعض.!! ياولاد الصرمة !! بقى دى أخرتها!! طبعا غلى الدم فى عروقى ورميت الكاميرا، وغمضت عينى عشان مشوفش حاجة وحطيت إيدى فى ودانى عشان مسمعش حاجات ورجعت على الفندق وانا بسب وألعن.
واحكى لكم المرة الجاية مواقف وطرائف حصلت لنا فى أسبانيا.

ليست هناك تعليقات: