الثلاثاء، 24 فبراير 2009

اتوصو بينا ياللى حكمتونا..احنا العبيد وانتوا اشتريتونا

نزلت من البيت بسرعة لدرجة انى نسيت أخد محفظتى والبطاقة وكل اوراقى. دخلت الجورنال وانا فى غاية القلق والارتباك وجريت على مكتب الاستاذ عبد الجليل رئيس التحرير بعد ما وصلتنى مكالمة تليفون من الجورنال وفيها استدعاء فورى وهام وعاجل لمقابلة رئيس التحرير.
خبطت على الباب.. رن فى ودنى صوت عبد الجليل رئيس التحرير أدخل.. اعصابى سابت ودمى هرب منى واتمنيت انى كمان أهرب وراه. فتحت الباب بإيد مرعوشة ورسنت على وشى ابتسامة عريضة ودخلت وانا منحنى قال يعنى بحيى واحترم رئيس التحرير والحقيقة انى كنت مش قادر اصلب طولى.. صباح الخير يا فندم.. أول ما شافنى الراجل بصراحة قام بسرعة من على مكتبه بس مش احترام ولا تحية لشخصى المتواضع. لالا ده زى ما يكون مسه تيار كهربا متوصل من السد العالى عليه عدل: خير منين يا أفندى .. انت شغال فى جورنال محترم وللا فى تكية أبوك..طبعا مش قادر أقول لكم حالى ايه لكن اتسندت بسرعة على الكرسى اللى جنبى وبصيت فى المكتب علشان افهم الدنيا فيها إيه. لقيت رئيس التحرير وابتسامة خبيثة عريضة مرسومة على وشه. عرفت الدنيا فيها إيه وعرفت حجم الزمبة اللى اخدتها من رئيس القسم.. طب والعمل؟. بصيت على وش رئبي التحرير لقيته أحمر و الدم ها ينفجر منه وبسرعة جريت على مكتبه ومسكت كباية الميه واديتها له.. قلت له: اهدى يافندم احنا كلنا تحت أمرك .. اهدى يا فندم واشرب بوق المية . صحتك يا باشا وبسرعة حطيت الككوباية على بقه وأرغمته على الشرب علشان أسكته وبحركة سريعة نفضت التراب اللى ماكنش على الكرسى بتاعه بإديا وقعدته غصب عنه .. تأمر بإيه يا فندم أنا تحت امر سيادتك .. بص لى الراجل بعد ما كتمت انفجاره بصة غريبة وقالى إمشى انجر بسرعة على النقابة .. زميلك محمود كان مفروض يغطى أحداث مظاهرة كفاية اللى ها تحصل هناك لكنه اختفى ومالوش اثر .. عايزك تغطى الحدث بداله، مفيش حد فى الجورنال غيرك دلوقتىيقوم بالمهمة دى وكلهم فى شغل مهم برة، وحسك عينك ترجع لى بأخبار مفبركة زى عوايدك .. انت لسة واقف قدامى .. امشى يالله انجر على هناك برررررررة. خرجت بسرعة وأنا عمال اتلوى وانحنى وانفرد واتفادى كل الحاجات اللى كانت فى متناول إيده، طفاية. مقلمة . فتاحة جوابات. وأخيرا كوباية المية.
خرجت من الجورنال وأنا مذعور وطبعا مش قادر اوصف شكلى وانا بجرى فى الشارع وحاسس ان رئيس التحرير بيجرى ورايا وبيحدفنى بالطوب والأزايز..
وصلت لغاية نقابة الصحفيين مكان تجمع مظاهرة كفاية .. طبعا الدنيا ملغمة برجال الأمن ، خمسين عربية بوكس وكل عربية فيها 100 عسكرى وضابط وكل ده علشان خمسين نفر واقفين قدام النقابة رافعين إيديهم وبيقولوا كفاية.. طب ليه وجع الدماغ ده!! خمسين نفر يقلبوا الدنيا كدة؟! ويقرفونا .. وبعدين انا ذنبى غيه؟! أنا محرر فنى ومليش فى البهدلة دى.. وهاعمل إيه دلوقتى وفين الحداث العريانة اللى مفروض أنى ها غطيها. يا مسهل.. ياساتر يارب!! إيه ده؟ الواد اللى شايلينه وبيهتف وقع من كتف الراجل اللى شايله.. اسم الله عليك يا سيدى. إيدك معايا انت وهو شيلوا الراجل من عالأرض.. ومديت إيدى علشان ارفعه وأوقفه على حيله، وعنها حسيت بضربة شومة على دماغى ولقيت الشمس بتغيب ونجوم وعصافير بتظهر وتختفى ورحت فى نوم عميييييييق خخخخخخخخخخخخخخ
فتحت عينى: ايه ده عينى مش بتفتح ليه؟!! وإيه اللى حاصلى ده؟!! خير الله ما اجعله خير حاسس انى قاعد على كرسى وعنيا معصوبة وغيديا متكتفة ورا ضهرى !! وسمعت صوت خنشورى وبرضه جهورى: تمام يافندم أهو فاق ومتجهز لسيادتك. صوت تانى صارم بيرد: طيب فك الغمامة من على عنيه. وعنها حسيت بإيد بتسلم بكل شوق وحرقة على قفايا والصوت الجهورى الحنجورى: وطى يابن ...... طبعا انتو عرفتوا يقصد إيه.. وفك الغمامة من على عينى وفتحت عينى وبرضه محسيتش ان فى فرق .. نفس الضلمة ونفس العمى. وفجأة لقيت لمبة منورة بتنور جامد ومتسلطة على عنيا. خير أنا فين وإمتى وإزاى وليه؟! أسئلة كتير وملهاش حل. أوضة ضلمة وكرسى واحد وأنا قاعد متكتف عليهوواحد مش شايفه واقف قدامى وواحد برضه مش شايفه واقف ورايا. وسمعت الصوت الصارم بيقول لى: بص يابنى انت لازم تسمعنى كويس. قلت له: غصب عنى يافندم لازم اسمعك كويسي لأنى مش قادر اشوفك. حسيت بإيد الراجل اللى واقف ورايا بتنهبد على قفايا: ما تتكلمش غير بإذن الباشا يابن ال..... حاولت أبص ورايا أشوف مين اللى بيضربنى ولقيت قفايا اتلب مرة تانية: بص قدامك. عنها أخدت قرار حازم ونهائى وقررت انى ابص قدامى.. اسمك إيه؟ رديت: شحتوت ياباشا.. قولى يا شحتوت انت بتحب مصر؟ رديت بسرعة: طبعا يا فندم.. مصر هيا أمى. صرخ فيا بهيستريا: لاء مصر مش هيا أمك مصر دى أمى انا. قلت له بسرعة: أكيد يا فندم تشابه أمهات وأكيد مصر اللى هيا أمى غير مصر اللى هيا أمك. قصدى أم حضرتك. وطبعا المقامات محفوظة يا باشا. رد عليا: ولما انت بتبها بتعمل فيها الاعمال القذرة دى ليه؟ قلت له: لاء يا فندم أنا حبى ليها حب طاهر وشريف والله عمرى ما عملت فيها حاجة تغضب ربنا.. سألنى بتحفز: طيب قولى مين زمايلك ومين اللى بيبصرف عليكم ويمولكم؟ "ضربة على قفايا" .. جاوب. ومن غير تردد لقيت سيل الاعترافات خارج منى: بص ياباشا. فى القسم السياسى الواد محمود وسيد وحسن وهشام ودول بياخدوا أوامرهم من الأستاذ على بصفته رئيسهم المباشر. اما فى القسم الدينى معانا إيهاب وأحمد وسلمى وعبد الوهاب ودول تحت رياسة الاستاذ عبد الفضيل وطبعا بياخدوا تكليفاتهم منه. اما بالنسبة للقسم اللى انا فيه معايا بسمة وعبير وهند واحنا تحت رياسة الأستاذ الأمير اباظة. قالى بسرعة انتم عندكم امير كمان قلت له طبعا يا باشا وهو ده اللى ممكن سيادتك تحاسبه وتخلصنا منه لأن كل التعليمات والتكليفات بتيجى منه شخصيا وكلنا على بعض بنفذ خطط وسياسة الاستاذ عبد الجليل وهو الريس وهو اللى بيمول وبيصرف علينا وبيدينا رواتبنا الشهرية. لف صاحب الصوت حوليا وسأل بطريقة مفاجئة: طيب ومين اللى فوق عبد الجليل؟ قلت له مفيش ياباشا غير الاستاذ صفوت الشريف رئيس المجلس الاعلى للصحافة. رد فى دهشة: تقصد ايه انت اتجننت وبتخرف!! معقول الكلام ده؟! رديت: أيوة يا باشا أى جورنال زى ما سيادتك عارف بيتبع المجلس الأعلى للصحافة اللى بيرأسه الأستاذ صفوت الشريف. صرخ فيا صرخة خليتنى أكش واصغر وكانت ها ترجعنى تانى بطن أمى. وراح منادى على واحد من رجالته: فرج... انت يا زفت. قلت لنفسى: فرج مين؟! داهية ليكون فرج بتاع فيلم الكرنك، وبينادى عليه ليه؟! داهية ليكونوا ناوين يعملوا فيا زى ما عملوا مع سعاد حسنى فى الفيلم. ياخرابى.. يالهوتى.. وصرخت فى هيستريا وخوف: فرج لاء.. أنا مش بتاع الكلام ده.. أبوس إيدك يا باشا أستر عليا الله يخليك. وعنها ودخل فرج، مين ده؟! معقول ده فرج؟ اتاريه راجل نص متر وسفيف وتشيله على كف إيدك زى العيل الصغير، حمدت ربنا وأخدت نفس عميق سحب الهوا من الأودة كلها، المهم زعق فى الراجل وقال له مين البنى ادم إلى قدامى ده؟ ومين اللى جابه هنا. رد فرج: ده ياباشا الواد اللى كان شايل الهتيف بتاع المظاهرة ورجالتنا جابوه على هنا ولما فتشناه ملقيناش معاه اى اثبات شخصية، وقعدت احلف للضابط انى صحفى وفنى كمان يعنى مليش فى الساياسة، ومليش أى نشاط سابق واديتهم تليفون الجورنال ورئيس التحرير ورئيس القسم وكل الاثباتات والقرائن والدلائل اللى تثبت صحة كلامى وطبعا الراجل مصدقنيش غير لما جه رئيس القسم ومعاه جواب ضمان من رئيس التحرير وخدنى بشماته من هناك وسحبنى وراه زى العيل الصغير وكأنه ولى أمرى.

ليست هناك تعليقات: