السبت، 3 يناير 2009

يخرب بيوتكم يا ولاد الكلب

طول عمرى ماليش فى السياسة ومحبش اتكلم فيها، بمعنى أصح مبفهمهاش ومبحاولش أفهمها، أصل كل ما واحد يتكلم عنها يقولى دى اللعبة القذرة وأنا مش فاهم يعنى ايه قذرة، يمكن مبتستحماش مثلا أو كل ما تستحمى تلعب فى الطين وتوسخ نفسها وللا يمكن تكون نجاسة وإذا الواحد قرب منها لازم يعيد وضوءه إذا كان متوضى؟! ،ده غير اننا اتربينا من صغرنا على نصايح أهالينا: مالكوش دعوة بالسياسة فاهمين.. أوعو تشتموا الحكومة أو حد فيها فاهمين.. أوعو تمشوا فى مظاهرة فاهمين.. ولو حد اتكلم معاكم فى السياسة سيبوه وأمشوا بعيد فاهمين، ويمكن حالة الرعب والخوف من السياسة كان سببها اللى حصل فى الستينيات من اعتقالات للمعارضين لنظام عبد الناصر واللى أطلقوا عليها فترة حكم مراكز القوى واللى أترسخت فى ذهن الناس باللى حصل فى الأفلام زى فيلم الكرنك أو فيلم احنا بتوع الاتوبيس، وطبعا الناس من ساعتها وهيا بتخاف على نفسها وعلى أولادها، يعنى ممكن يتحملوا التعذيب فى السجون لكن مش ممكن يتحملوا يدخل عليهم واحد زى فرج اللى كان فى فيلم الكرنك لما دخل على سعاد حسنى. لكن رغم كل ده.. اليومين اللى فاتو مرة واحدة لقيتنى غصب عنى مهتم بالسياسة بسبب الجزمة اللى رماها الصحفى العراقى على بوش.. ولقيت نفسى زى كل الناس العرب وغيرهم فرحان ومبسوط، الشيئ الوحيد اللى زعلنى إنها كانت رمية فردية مش جماعية لكن واحد من المشايخ ريحنا شوية لما أفتى بإن ضرب بوش بالجزمة وإن كان فرض فهو فرض كفاية يعنى لو قام بيه واحد سقط الفرض عن الباقى ده غير ان فى ناس ابتدعوا بدعة جديدة هيا رجم بوش زى رجم إبليس واللى عايز يفك عن نفسه يمسك نعل جزمة وسخ ويرميه على تمثال بوش وبعد كدة يستغفر لأن ده بمثابة إهانة للجزمة.. نرجع بقى لموضوعنا.. رئيس القسم كلفنى أروح لغاية نادى نقابة الممثلين علشان أغطى المؤتمر والوقفة الاحتجاجية اللى هايعملها الفنانين احتجاجا على العدوان الاسرائيلى على غزة.. وقفة احتجاجية تانى!! ده لسة العلقة اللى أخدتها فى أمن الدولة بسبب وقفة حركة كفاية معلمة فى كل حتة فى جسمى، ربنا يستر المرة دى، رحت على المؤتمر هو هو نفس المنظر اللى كان فى مظاهرة كفاية عربيات الأمن ملهاش عدد مليانة عساكر وظباط،، مشيت من جنبهم بهدوء ودخلت المؤتمر، ما شاء الله بجد حاجة تفرح الفنانين كلهم موجودين وبيشاركوا حتى الفنانات اللى كنت معتقد انهم فى الطراوة لقيتهم متحمسين وبيهتفوا وواخدينها جد بجد، لكن نتيجة تكوينى السابق لقيت نفسى مش فاهم حاجة، كل اللى كنت فاهمه ان الصهاينة ولاد الكلب بيقتلوا اهل غزة فى غارات وحشية وصور الأطفال والناس العزل ضحايا الغارات فى كل مكان، ولما رحت هناك اكتشفت ان فى كلام جديد من نوعية "حكومات عميلة" و"الضلع المتمم للحصار" و"ليس بإسمنا يتم غلق المعبر" "انقذوا اهل غزة لأنهم الدرع الواقى لنا".. الخ طيب يا اخونا حد يفهمنى الدنيا فيها إيه. انتهزت فرصة ان الفنان خالد الصاوى ساب الميكرفون بعد ما قال خطبة حماسية من اللى بتشعلل الجماهير ولأنى حسيت انه فاهم كويس قوى رحت له ومسكت فى دراعه، بص لى وقال باستغراب: فى إيه؟ قلت له: أصلى مش فاهم وعايزك تفهمنى ايه اللى بيحصل. وبكل غتاتة سحبت خالد من بين الناس وقعدت بيه على جنب وطلبت منه يفهمنى وبصراحة الراجل فى الأول كان قرفان منى لكن لما حس قد ايه انا عايز افهم احترم الرغبة دى وابتدى يشرح لى زى الاستاذ لما بيشرح لأغبى تلميذ متخلف عنده فى الفصل جريمة اليهود وازاى التخاذل العربى بيساعدهم، ولقيت نفسى فجأة دماغى سخنت وفهمت حاجات كتير مكنتش واخد بالى منها ولقيت الغضب ذاد عندى 100 مرة وعنها قمت من قدام خالد الصاوى اللى بص لى باستغراب، خرجت ومشيت اهتف فى الشارع "الله يخرب بيوتكم يا ولاد الكلب" وكنت متخيل ان الناس ها تفهم قصدى لكن فوجئت بالكل بيبص لى على انى مجنون وسمعت واحدة بتتصعب عليا: يا كبد أمك.. الله يكون فى عون أهلك يا ضنايا وقالت للست اللى معاها: أدى جدع زى الفل دماغه ضربت.

ليست هناك تعليقات: